جريدة الاستثمار العربى الان السوق يأتى اليك اقتصادية متخصصة
رئيس التحرير وليد عبد العظيم

بعد مرور شهر.. هل تأثرت إمدادات الغاز والنفط العالمية بالحرب في غزة؟

 

تفرض الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، في قطاع غزة، تحولات مهمة في سوق الطاقة ودور النفط المستقبلي.

وبالتالي ستؤثر على إمدادات النفط والغاز العالمية ومن ثم على الأسعار.

أسعار الوقود

وصلت أسعار خام برنت إلى 91.88 دولار للبرميل، والخام الأمريكي إلى 85.49 دولار للبرميل.

وذلك مقارنة بمستويات 87.86 دولار للبرميل، و82.83 دولار للبرميل، على التوالي قبل اندلاع الحرب.

تحذيرات الخبراء

ويحذر خبراء من أنه بعد مرور خمسين عاما على الحظر النفطي، الذي فرضته الدول العربية على الدول الداعمة لإسرائيل .

وذلك خلال الحرب الأخيرة مع مصر عام 1973، فإن الأزمة الحالية قد تؤدى إلى تعطيل الإمدادات ودفع الأسعار إلى الارتفاع.

تأثير الوقود في حرب 73

حيث كان بطل حرب 1973 سلاح الذهب الأسود “النفط” الاستراتيجي الذى شكل مفاجأة الحرب الاقتصادية.

والتي شنتها الدول العربية على المعسكر الغربي الداعم لإسرائيل.

فيما ساهم في دفع الراية المصرية لحصد الانتصار التاريخي المجيد.

وكان قرار حظر النفط من جانب الدول العربية بمثابة الصاعقة التي صدمت جبهة العدو بحسب ما نشرته وثائق بريطانية.

الشرق الأوسط

وتمثل منطقة الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث العرض العالمي من النفط، ويمر من مضيق هرمز الاستراتيجي نحو 20% من الإمدادات العالمية.

أو ما يوازي 30 %من إجمالي النفط الذي يتم نقله بحرا.

وتعتبر الأزمة الحالية هي الخطر الجيوسياسي الأكبر الذي يهدد سوق الطاقة العالمي.

وذلك منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير من العام الماضي 2022.

كما يخشون من اتساع النزاع ليضم الدول القريبة المنتجة للنفط مثل إيران والسعودية، وخاصة إذا قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز.
وفيما يتعلق بالغاز، تبدو العواقب أسرع، ففي منتصف أكتوبر الماضي ارتفع سعر الغاز عبر منصة تداول عقود الغاز الهولندية (تي تي إف).

وهي المؤشر الأوروبي للغاز الطبيعي، بمقدار الثلث مقارنة بما كان عليه قبل هجوم حماس.

3 سيناريوهات

وهناك 3 سيناريوهات لتأثيرات الحرب بين إسرائيل وحماس على أسواق النفط والبنزين وفقا لبلومبرج إيكونوميكس.

السيناريو الأول في حال اقتصار الصراع على غزة وفي حال اختفى الخام الإيراني من السوق تحت الضغط الأمريكي.

حيث تقدر “بلومبرج إيكونوميكس” زيادة تتراوح بين 3 دولارات إلى 4 دولارات في أسعار النفط، وسيكون التأثير على الاقتصاد العالمي وفق هذا السيناريو ضئيلًا.

خاصة إذا قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتعويض النفط الإيراني المفقود باستخدام طاقتهما الاحتياطية.

أسواق النفط والبنزين

أما السيناريو الثاني إذا امتد الصراع إلى لبنان وسوريا.

Ads

حيث تدعم إيران أيضا جماعات مسلحة، فسوف تتحول الاشتباكات فعليًا إلى حرب بالوكالة .

وذلك بين إيران وإسرائيل، وسوف يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط.

ففي الحرب القصيرة التي حدثت بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، قفز سعر النفط بمقدار 5 دولارات للبرميل.

وبالتالي فإن أي تحرك مماثل اليوم من شأنه أن يرفع السعر بنسبة 10% ليصل إلى نحو 94 دولارًا.

حيث يعد أعلى من الصعود الذي قد ينتج عن السيناريو الأول (اقتصار الصراع على غزة).

وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث  في حال حدوث حرب بين إيران وإسرائيل وتبادل إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ.

فقد ترتفع أسعار النفط إلى مستويات تماثل الفترة التي أعقبت غزو العراق للكويت عام 1990.

حيث إن أسعار النفط حاليًا أعلى كثيرًا، فإن ارتفاعًا بهذا الحجم قد يصعد بالأسعار إلى 150 دولارا للبرميل.

وزارة الطاقة الإسرائيلية

وفي أعقاب الهجوم، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية تعليق الإنتاج مؤقتا من حقل غاز “تمار” البحري.

كما أوقفت شركة شيفرون الأمريكية العملاقة أنشطتها في الحقل بناء على تعليمات من السلطات الإسرائيلية.

ويمثل هذا الحقل “حوالى 1.5 في المئة من إمدادات الغاز الطبيعي المُسال في العالم”، وفقا لإينيس، كما يزود السوق الداخلية بشكل أساسي، ثم مصر والأردن.

في الوقت الطبيعي، لم يكن إيقاف حقل بهذا الحجم يتسبب بإرباك أسواق الغاز، إلا أن التطورات التي شهدتها تلك الأسواق في السنوات الأخيرة.

وذلك من إيقاف لمعظم الغاز الروسي المتجه لأوروبا، واضطرار الأخيرة للبحث عن بدائل بأي ثمن.

وذلك جعل من أسواق الغاز أكثر هشاشة وتقلبا حتى لو تعلق الأمر بكميات ليست ضخمة.

خبير عسكري

وقال الدكتور اللواء محمد ثروت الخبير العسكري، إن الوقود يعد أساس الحياة.

لذلك تعكف إسرائيل على منع دخوله إلى حماس خاصة أنه يستخدم في تسيير السيارات وإنتاج الصواريخ.

وأوضح في تصريحات خاصة أن هذا الأمر يقلق القوات الإسرائيلية.

منوها أن الوقود يعتبر عجلة الحياة في أي قطاع، وبالتالي تمنعه إسرائيل من الدخول إلى غزة من أجل وقف الحياة.

فضلا عن أنه يستخدم في المستشفيات والحضانات والعمليات الجراحية، ولذلك هو عصب الحياة في أي مكان.

حيث أن إسرائيل لم تمنع دخول أي شيء سوى الوقود والذي يعود بالضرر عليها.

خاصة أن حماس متميزة في إنتاج الصواريخ والتي تعد المحرك الأساسي لقاعدة إطلاق الصواريخ، وكذلك الأنفاق تستخدم مولدات الكهرباء.

ولذلك تقوم إسرائيل بوقاية نفسها من الهجمات الصاروخية، والتي تسبب قلقا كبيرا لها، وبالتالي يعتبر منع الوقود المنقذ الوحيد لإسرائيل.

فيما استبعد ثروت أن تتكرر تجربة حرب أكتوبر خلال حرب فلسطين خاصة مع وجود بدائل أخرى ومنها أمريكا وروسيا يسيطران على النفط في العالم.

مؤكدا أنه لن يحدث حرب النفط مرة أخرى فأصبحت البدائل متعددة لوسائل النفط، مع التقدم التكنولوجي والتطور.
لافتاً إلى أن خيار وقف النفط عن إسرائيل سيؤثر سلبا على الدول المنتجة.

وبالتالي يصعب تكرار تجربة حرب أكتوبر خلال الفترة الحالية.

فيما نوه ثروت في الوقت الحالي، الأزمة ليست تكرارًا لما حدث في عام 1973 فالدول العربية لا تهاجم إسرائيل بشكل موحد.

كما أنه لم تتحرك دول أوبك + لتقييد الإمدادات أو زيادة الأسعار بما يتجاوز بضعة دولارات إضافية.