بقلم : چرمين عامر رئيس الاتصال المؤسسي المصرف المتحد
Ads
أساطير وقصص ..
فقعه.. بأبعاد ثلاثية ورباعية وخماسية
كلام وثرثرة..
ضجيج وتهويل.. يملئ الكون..
بإمكانيات العقول الاصطناعية الخارقة
تضخيم وإرهاب للبشر..
بأنهم يوم ما ..
في زمن ما ..
سيقعون تحت السيطرة الكاملة ..
للروبوتات أمثال صوفيا وأخواتها
ثم جاء.. زلزال الإثنين الأسود
بقوة 8/7 ريختر
زلزال اجتاح كل من: سوريا وتركيا والعراق ولبنان
ليوقف الزمن ..
40 ثانية ..
راح ضحيتها ..
أكثر من 41 ألف شخص و80 ألف مصاب وأكثر من 50 ألف مبني – حتي كتابة هذه المقال
كارثة إنسانية.. بكل ما تحمله الكلمة من معاني
زلزال الإثنين الأسود .. هذا الحدث الجلل
الذي هز العالم بأسره
وأعلنها بصراحة
إن يد الله عز وجل.. ستظل هي العليا
مهما بلغت معرفة العلماء
وسيقف الإنسان بكل ما أوتي من علم ونظريات وفرضيات وإحصائيات عاجزا عن معرفة وتحديد احتمالية وأسباب حدوث هذا العصيان الأرضي.
فما بالك.. بالآلات من أصحاب العقول الاصطناعية!!
تلك الروبوتات التي سمعنا عن إمكانياتها الخارقة
والتي تحركها خاصية التعلم العميق والذاكرة الفولاذية
فالإنسان.. ما عليه إلا أن يمدها فقط بالمعلومات والاستشعارات الدقيقة وصور الأقمار الصناعية ودراسات العلماء عن الطاقات الحرارية الجوفية للأرض.
وغيرها لتخرج له من خيرات التحليلات والاختيارات حتي يتمكن من اتخاذ القرار السليم.
وهنا حان الوقت.. وجاء دور العقول الاصطناعية من أصحاب لغة التعلم العميق
لترشد الإنسان .. متي وأين يحدث الزلزال؟!!
وتقول.. كم يبلغ حجمه ومدي تأثيره؟!!
وتحسب.. له في ثواني معدودة.. تكلفة الطوارئ
ليتمكن.. الإنسان من اتخاذ القرار السليم وحسم الأمور لصالح حياة البشر.
زلزال الإثنين الأسود.. ماذا حدث؟!!
هل قامت هذه الروبوتات من أصحاب العقول الاصطناعية بدورها الذي عجز عنه العلماء؟!!
هنا .. توقفت الآلات
هنجت.. العقول الاصطناعية
سكت.. الروبوتات عن الاستشعارات الزلزالية
يالا .. الهول
عصيان الأرض، الزلازل، الهزة الأرضية – هي نتيجة لاهتزاز في سطح الأرض، في وقت لا يتعدى ثواني معدودة. ينتح عنه حركة في الصفائح الصخرية من القشرة الأرضية عند مركز الزلزال.
تؤدي هذه الهزات الأرضية إلي تشققات في الأرض ونضوب الينابيع أو ظهور ينابيع جديدة.
كما تؤدي الزلازل إلي حدوث ارتفاعات وانخفاضات في سطح الكرة الأرضية. وأيضا حدوث أمواج عالية “التسونامي” لسطح البحر مثل: زلزال شانسي 1556 والذي قتل نحو 800 ألف إنسان وشرد الملايين.
وفي الغالب.. يتبع هذه الهزة الأرضية مجموعة من الهزات المتتالية تسمي أمواجا زلزالية ينتح عنها تكسير في الصخور، وأحيانا إزاحة هذه الصخور من مكانها نتيجة للحركات الجيولوجية.
تماما .. مثل ما حدث في تركيا
عقد الزلزال..
حين تحركت الأرض 3 أمتار عن مكانها.
وظهرت قشرة أرضية جديدة للعلماء والباحثين.
طيب كده.. عجز العلماء
وهنجت.. الروبوتات
ففتح.. باب التنبؤات الزلزالية.
من السبعينيات القرن الماضي مرورا بالتسعينات إلي الألفية الجديدة حتي وصلنا إلي العالم الهولندي فرانك هوجربيتس، الذي تنبأ بزلزال الإثنين الأسود قبل حدوثه بثلاث أيام.
وعاد مرة أخري ليتنبأ بحدوث زلزال مثيل له في مصر قريبا.
يعني .. عودة وبقوة
للعصور الأولية
حينما لجأ الإنسان إلي التنبؤ
يالا الهول ..
أخفق علماء الجيولوجيا
وهنجت.. الروبوتات لينحصر دورها
في عمليات البحث والإنقاذ والتنقيب عن الأحياء
حقيقي !! دور المنقذ .. مهم جدا .. في ظل هذا الصراع البشري من أجل الحياة
ولكن هذا الدور لا يساوي كم الضجيج والثرثرة الذي نعيشه داخل الفقعة الأسطورية للعقول الاصطناعية الخارقة.
خلاص خليه يأخذ دور المنقذ !! :
• روبوت الأفعى – الذي طوره الباحثون في جامعة طوكيو للوصول إلي الأماكن والكشف عن الأحياء وهو مزود بأجهزة استشعارات للمسافات.
• الطائرات المسيرة – لمعرفة الناجين وتستطيع فصل الأحياء عن الأموات عن طريق الكشف عن حركة بسيطة لصدور الضحايا.
• نظام الرؤية الحاسوبية – التي صممها مهندسوا جامعة يوني سا(UNISA) في جنوب افريقيا والجامعات التقنية المتوسطة يمكنها تمييز الناجين من جثث المتوفيين علي بعد 4-8 أمتار باستخدام تقنية جديدة لموافقة العلامات الحيوية عن بعد والتي تلتقط صورا لصدر الإنسان تستطيع من خلالها رصد معدلات التنفس وضربات القلب.
• الكاميرا – التي صممها الدكتور علي الناجي والبروفيسور جافان تشاهل في 2017 لتوضع علي متن طائرة من غير طيار تستطيع قياس معدلات نبضات القلب والجهاز التنفسي.
• وحدة للكشف عن الناجين عرفت باسم فايندر (Finder) لوكالة ناسا الأمريكية وهي بحجم حقيبة اليد ويتم تشغيلها بواسطة بطارية ليثيوم لتتمكن من إرسال موجات دقيقة منخفضة الطاقة ويمكن أن تكشف الموجات عن حركات خفيفة مثل النبض الخفيف للجلد ودقات القلب وترصد حتي مسافة 9 أمتار.
وهنا.. فليسكت الروبوت عن أساطير قوته الخارقة!!
