يتجه مديرو أكبر الصناديق الاستثمارية في العالم، نحو بيع أسهم بقيمة 100 مليار دولار خلال الأيام المتبقية من ديسمبر الجاري.
مجلس الاحتياطي الفيدرالي
ويعد هذا الاتجاه إضافة جديدة لعمليات البيع التي تصاعدت بشكل كبير منذ الرسالة الصريحة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وجاء مضمون رسالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، بأن صناع السياسات سيواصلون تشديد إجراءاتهم.
وذلك في ظل مخاطر الركود الاقتصادي وتراجع الوظائف.
مكاسب السندات في 2022
وحققت السندات مكاسب على مدار ربع العام على الرغم من الخسائر الكبرى لصناديق الاستثمار العالمية خلال هذا الأسبوع.
حيث ارتفعت قيمة السندات مقارنة بفئات أصول أخرى.
وهذا الارتفاع دفع مديري البنوك أصحاب القرارت التشددية حول مخصصات الاستثمار إلى بيعها لتحقيق المستهدفات.
ولذلك تعد السندات هي المستفيد بشأن مبيعات صناديق الثروة السيادية والمعاشات وصناديق الاستثمار المتوازنة والتي تتطلع لتغذية حيازاتها من أدوات الدخل الثابت.
وذلك وفقًا لتحليلات وبيانات جيه بي مورجان.
صناديق الثروة السيادية
وتشير تحليلات جيه بيه مورجان إلى أنه بنهاية ديسمبر الجاري تكون صناديق الثروات السيادية قد انتهت من بيع أسهمًا بحوالي 29 مليار دولار.
وبذلك ستحتاج صناديق المعاشات ذات المزايا المحددة في أمريكا تحويل حوالي 70 مليار دولار من الأسهم إلى السندات.
وذلك في سبيل تحقيق مستهدفاتها طويلة الأجل وإعادتها إلى المستويات التي كانت عليها في سبتمبر الماضي.
وتسعى صناديق المعاشات والثروات السيادية إلى إعادة التوازن من خلال الوصول إلى 60% أسهمًا و40% سندات.
ويعود ذلك لكون صناديق المعاشات والثروات السيادية، الجزء الراسخ والثابت لمجتمع الاستثمار.
وفي هذا الإطار، توقع فينسنت دلوارد خبير استراتيجيات الاقتصاد الكلي بستون إكس، أن بالفعل تم البدء في عمليات إعادة التوازن خلال هذا الأسبوع.
Ads
وقال دلوارد “حركة التصحيج التي حدثت مؤخرًا في سوق الأسهم وصعود السندات تتماشى مع نظرية إعادة التوازن”.
وأضاف “كان على المستثمرين بيع الأسهم وشراء السندات من أجل الوصول إلى المستوى المستهدف مرة وأخرى”
هذا وقد أشار إلى أنه من المنطقي أن يستمر ذلك الوضع حتى آخر العام.
مؤشر ستاندرد آند بورز 500
ومن المتوقع أن تؤدي تلك التعديلات إلى مبيعات إجبارية بقيمة حوالي 30 مليار دولار.
وذلك وفقًا لما يتوقعه المحللون الكميون وذلك بعد انخفاض (مؤشر ستاندرد آند بورز 500).
حيث انخفض بنسبة 6% بعد أن حقق مستويات مرتفعة خلال نوفمبر الماضي.
صندوق استثمار معاشات التقاعد الحكومي الياباني (GPIF)
وأظهرت تحليلات جيه بي مورجان، أنه يتعين على صندوق معاشات التقاعد الحكومي الياباني، بيع أسهم بقيمة 17 مليار دولار.
وذلك في سبيل الوصول مرة أخرى إلى مخصصات الأصول المستهدفة.
ويعد صندوق (GPIF) هو أكبر صندوق معاشات في العالم بحجم 1.6 تريليون دولار.
وأشار جي بي مورجان إلى احتمالية تحويل الصندوق التقاعدي الحكومي النرويجي 12 مليار دولار من الأسهم إلى السندات.
ويبلغ حجم الصندوق التقاعدي الحكومي النرويجي 1.3 تريليون دولار.
وتمثل تلك المبيعات المتوقعة انعاكسًا للربعين الأول والثاني من العام، حيث اضطرت الصناديق الكبيرة إلى شراء الأسهم.
وساهمت بذلك في ارتفاع موجات الصعود بشكل قوي ولكنها لم تستمر طويلاً.
ووفقًا لما نشرته جي بي مورجان، أنه آخر مرة قد اضطرت فيها الصناديق إلى بيع أسهم لإعادة التوزان كان في الربع الأخير من 2021.
وتوقعت تحليلات جي بي مورجان أن تكون مبيعات ديسمبر منخفضة تمامًا مقارنة بمبيعات ديسمبر 2021.
وفي هذا الإطار، قال نيكولاوس بانيجيرتسوجلو محلل الاستراتيجية في جيه بي مورجان “كانت حركة إعادة التوازن المتوقع تقريبًا ضعفي تلك المتوقعة للفصل الحالي.”
